أسباب العيش
أيها المسلم: إذا أردت الدخول فى أسباب العيش فعليك بحسن النية فى ذلك. فإن طلب الحلال فريضة على كل مسلم. واقصد بذلك الإستعانة على الدين، وإعفاف نفسك ومن عليك مؤنتهم عن المسئلة. وعن الطمع فيما فى أيدي الناس. ولا يشغلك معاشك عن معادك، ولا عن طلب العلم الذى هو فرض عين عليك ولا عن أداء فرائض الله فى الجماعة، بل ولا عن ذكر الله وأنواع القربات. قال الله تعالى: ” رِجالٌ لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيع عن ذكر الله” .
فأعلم أن المال القليل من الحلال خير وأبرَكُ من كثيرٍ من حرامٍ أو شبهةٍ. واحذر من الغش والخيانة والكذب فى معاملتك. ولربما يخيل لبعض الناس أنه بعلمه وقوته وفطنته يحصل على الرزق. وليس الأمر كذلك، فالله أضاف الرزق إلى نفسه؛ أي أنه هو مقسمه بين العباد ولايتصور أن ياكل فرد رزق غيره إذ يقول الله تعالى: “كلوا واشربوا من رزق الله”
أيها المسلم: . فإذا حصل الإنسان على رزقه بوسيلة أو بسبب ما فليعلم أن الله هو خالق هذه الوسيلة وهذا السبب، وهما كذلك من رزق الله. وما أعظم كلمة الإمام الرفاعي رضي الله عنه إذ يقول في أمر الرزق: “علمت أن رزقي لن يأكله غيري فاطمئن بالي”.
عندما يعلق المرء قلبه بالتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب يرتاح باله وتهدء نفسه وما يحمل الحاسد على الحسد إلا مايثور في نفسه من نسيان أن الأرزاق بيد الله؛ يعطي من يشاء ويمنع من يشاء. لأنه هو تعالى خالق كل شئ؛ الأسباب والمسببات والأحوال كلها. والعباد كلهم في مشيئته أحوالهم وأرزاقهم ومحياهم ومماتهم . فسبحان الله الذي وسع علمه الأ شياء كلها وتحت مشيئته الأنفاس والأعمار والأرزاق.
موقع / د . ياسين كحيا أوغلو 